التاريخ

شهدت رياضة الرقبي في المملكة العربية السعودية مسيرةً مميزة، حيث تطورت من نشاطٍ خاصٍّ بالمغتربين إلى رياضةٍ تحظى بشعبيةٍ متزايدة بين المواطنين السعوديين. أُدخلت رياضة الرقبي في منتصف القرن العشرين على يد المغتربين البريطانيين، وازدهرت في البداية بين الجاليات الأجنبية العاملة في قطاع النفط المزدهر في المملكة. وخلال هذه الفترة، تأسست أنديةٌ مثل نادي الرياض للرقبي، وكانت بمثابة مراكزَ لتطور هذه الرياضة في مراحلها الأولى. 

مثّل تأسيس الاتحاد السعودي للرقبي (SARF) إنجازًا هامًا في مسيرة تطور هذه الرياضة على الصعيد المحلي. وباعتراف الاتحاد الآسيوي للرقبي، لعب الاتحاد دورًا محوريًا في الترويج للرقبي في جميع أنحاء المملكة. وتضم قيادة الاتحاد شخصيات ملتزمة بتعزيز نمو هذه الرياضة، من بينهم رئيس مجلس الإدارة علي الدجاني، وأعضاء مجلس الإدارة خالد المنصور وسامي أمين. 

في السنوات الأخيرة، اكتسبت رياضة الرقبي زخمًا متزايدًا بين المواطنين السعوديين. والجدير بالذكر أنه في نوفمبر 2022، استضافت الدمام أول بطولة للرقبي للفئتين 10 و7، بمشاركة فرق من جميع أنحاء المملكة. وقد فاز فريق صقور الرياض بلقب فئة 10، بينما فاز فريق عقارب الرياض بلقب فئة 10. وقد أبرز هذا الحدث الحماس المتزايد والروح التنافسية في مجتمع الرقبي السعودي. 

Saudi Arabia Rugby - Asia Rugby

من التطورات المحورية في رياضة الرجبي السعودية تزايد مشاركة المرأة. في أواخر عام ٢٠٢٣، أنشأ الاتحاد السعودي للرجبي قسمًا نسائيًا لتشجيع مشاركة المرأة في هذه الرياضة. وبحلول يناير ٢٠٢٤، كان أكثر من ٤٠ امرأة و٢٠ فتاة دون سن ١٨ عامًا يشاركن بنشاط في برامج الرجبي. تعكس هذه المبادرة جهود المملكة الأوسع لتمكين المرأة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرياضة. 

في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، تهدف هذه الرؤية إلى تنويع اقتصاد المملكة وتعزيز الرياضة والترفيه. وكجزء من هذه الرؤية، من المقرر أن تستضيف المملكة دورة الألعاب الآسيوية 2034، حيث ستُقام منافسات سباعيات الرجبي. وهذا يُمثل فرصة فريدة للرجبي السعودي لإبراز تقدمه على الساحة الدولية. 

ويوضح مسار رياضة الرجبي في المملكة العربية السعودية مزيجًا ديناميكيًا بين التقاليد والحداثة، حيث تستعد الرياضة لمواصلة النمو والتكامل في النسيج الثقافي للمملكة.